
قد يتبادر إلى ذهن البعض سؤال مؤلم: لماذا نشعر بالضيق ونحن نؤمن بالله؟
أليس الإيمان من المفترض أن يملأ القلب سكينةً وسرورًا؟
والحقيقة أن الضيق لا ينافي الإيمان، بل هو جزء من رحلة الإنسان في الدنيا.
الإيمان لا يلغِي الألم… لكنه يوجهك
المؤمن يحزن، ويتألم، ويضيق صدره…
لكن الفرق الجوهري أن إيمانه لا يتركه يتوه.
حين يضيق صدره، لا يبحث عن مخرج في الحرام، بل يرفع يديه لربّه.
حين يشتد عليه البلاء، لا يظن أن الله قد جفاه، بل يقول:
“إن مع العسر يسرا.”
“ولسوف يعطيك ربك فترضى.”
الطمأنينة ليست نفيًا للهم، بل سَكينة وسطه
الطمأنينة التي يمنحها الله للمؤمن، لا تعني أن الطريق خالٍ من الأحزان،
بل تعني أن في عمق كل عاصفة، هناك يقين، وسكينة، وأن القلب لا ينهار.
قال ابن القيم:
“لو كشف الله الغطاء لعبده، لرأى أن المنع هو عين العطاء.”
نحن لا نُبتلى لِننكسر، بل لِنقترب
الله لا يُضيق علينا ليُعذبنا، بل ليُربينا،
ليعلمنا أن الركون لغيره هلاك، وأنه وحده ملجأ القلب إذا ضاقت الأرض بما رحبت.
خلاصة المقال :
نضيق لأننا بشر، ونطمئن لأننا نؤمن.
الضيق لحظة، لكن الطمأنينة الممتدة هي هدية الإيمان لمن صدق التوكل.